حمدي رزق يحذّر: الطحالب السلفية تتحوّل إلى «ظاهرة سامة» تهدد الوعي المصري
حذّر الكاتب الصحفي الكبير حمدي رزق في مقاله المنشور بجريدة المصري اليوم تحت عنوان «ازدهار الطحالب السلفية الضارة» من تصاعد الظاهرة السلفية في المجتمع المصري، مشبّهًا إياها بـ«الطحالب اللزجة» التي تتكاثر بهدوء وتستمد قوتها من البيئة المحيطة، حتى تصبح خطراً على الوعي الجمعي.
واستعرض رزق تشبيه الطحالب بالكائنات الحية التي تلتقط طاقة الضوء وتحول المواد غير العضوية إلى مواد عضوية، موضحًا أن الطحالب «لا جذور لها ولا سيقان ولا أزهار»، بل تتكون من مجموعات مترابطة من الخلايا. وقال إن الجماعات السلفية تعمل بالمنطق نفسه: بلا تنظيم هرمي، بلا مكاتب إدارية، وبلا هيكل مركزي، لكنها تنتشر وتتكاثر وتدعم بعضها بعضًا في مختلف أنحاء البلاد.
وأوضح رزق، أن هذه الجماعات «تمتص الأفكار المجتمعية وتحولها إلى أفكار تدميرية»، مستهدفة «سلفنة العقل الجمعي» وبناء حضور ثابت داخل المجتمع، مدعومة دون قصد بـ«مماحكات المثقفين» التي تمنحها دعاية مجانية رغم ضعف محتواها الفكري.
وأكد رزق أن الاعتقاد بأن السلفيين «متسامحون ولا يملكون أطماعًا سياسية» فكرة مضللة قد تؤدي إلى خسارة «معركة الوعي»، مشيراً إلى أنهم لا يختلفون عن جماعة الإخوان، بل يمثلان «وجهين لعملة واحدة». وأضاف أن السلفيين وقفوا سابقًا في مركب الإخوان ثم قفزوا منه مع اقتراب الغرق، ليلتحقوا بركب 30 يونيو حفاظًا على وجودهم.
وأشار الكاتب إلى أن «الطحالب السلفية» باتت تلتصق بأهداب الدولة وتمارس ما وصفه بـ«المماتنة»، أي القدرة على مقاومة الانكسار السياسي وتحمل الضغوط، مستفيدة من حالة التسامح المجتمعي التي تتيح لها النمو والانتشار داخل بيئة فكرية أصبحت مُهيأة لاحتضانها.
وتطرق رزق إلى أحداث «غزوة المتحف الكبير» بوصفها مؤشرًا خطيرًا على قدرة السلفيين على إرسال رسائل قوة و«جس نبض» المجتمع، مؤكدًا أنهم استغلوا الجدل الديني لتحقيق حضور لافت وجدّدوا قدرتهم على استقطاب المتسلفين.
وشدّد الكاتب على أن الطحالب السلفية «تمتص نور التنوير وتنشر روحًا فكرية قاتمة» تتسلل ببطء إلى المجتمع، مستغلّة انشغال الدولة والمفكرين بمعركة القضاء على الفكر الإخواني، التي استنزفت – بحسب قوله – جزءًا كبيرًا من الجهد الفكري والإعلامي.
واختتم رزق مقاله بالتأكيد على أن الطحالب السلفية تحولت إلى «طحالب سامة فكريًا»، تشبه ظاهرة «ازدهار الطحالب الضارة» في الطبيعة، التي تفرز سمومًا تؤدي إلى تلوث البيئة وتدهور الحياة، محذرًا من أن استمرار الظاهرة سيخلّف آثارًا اجتماعية وفكرية خطيرة في المستقبل.





